جميعاً غير جازمة، فهي لذلك أدوات شرط غير جازمة، وإذا تدبرت معاني هذه الحروف في الأمثلة التي تقع فيها، وجدت أن "لو" تفيد امتناع حصول الجواب لامتناع حصول الشرط، وأن "لولا" و"لوما" تدلان على امتناع حصول الجواب لوجود الشرط، فإذا قلت:"لو احتمى المريض لسلم" كما في المثال الأول، كان معنى ذلك أن السلامة امتنعت على المريض لأنه امتنع عن حماية نفسه من الطعام؛ وإذا قلت:"لولا النيل لكانت مصر صحراء" كما في المثال الرابع، كان معنى ذلك امتناع مصر من أن تكون صحراء لوجود النيل بها، وإذا قلت:"لوما ثواب العاملين لفترت الهمم" كما في المثال التاسع، كان المعنى أن فتور الهمم قد امتنع لوجود الثواب. وهناك أدوات أخرى مثلُ هذه تفيد الشرط ولا تجزم، وإليك بيانها وإجمال معانيها:
لمَّا وهي ظرف بمعنى حين، ولا يليها إلا الفعل الماضي، ومثالها: لما نزل المطر رَبَا الزرع.
كُلَّمَا وهي ظرف يفيد التكرار، ولا يليها إلا الفعل الماضي، ومثالها: كلما رأيتُ فقيراً عطفتُ عليه.
إِذَا وهي ظرف للزمان المستقبل، ولا يليها إلا الفعل ظاهرا أو مقدرا، ولا تستعمل إلاَّ عند التحقق من وقوع الشرط، ومثالها: إذا مَرِضْتَ فاذهب إلى الطبيب، وإذا الطبيب نصَحَ لك فاعمل بنُصْحه.
أَمَّا وهي حرف تفصيل يقوم مقام أداة الشرط وفعله، ومعناها "مهما يكن من شيء" وتلزم الفاء جوابها، ومثالها: مصايف مصر جميلة، أما الإسكندرية فأوفرها عُمْرانا وأكثرها سكانا.