للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البحْثُ:

إذا تدبرت الأمثلة المتقدمة وتذكرت ما سبقت لك دراسته، عرفت معنى اسم المفعول، وكيف يصاغ من الثلاثي وغير الثلاثي، على أنا سنلخص لك هذا عند ذكر القواعد, وهنا ندعوك إلى البحث في أشياء جديدة تتعلق باسم المفعول فنقول:

تأمل الأفعال في أمثلة الطوائف الثلاث أ، ب، ج تجدها جميعاً مبنية للمجهول، وتجد أفعال الطائفة الأولى منها متعدية لواحد؛ ولذلك أُنيب المفعول به مناب الفاعل، وأفعال الطائفة الثانية متعدية لمفعولين؛ ولذلك أنيب المفعول الأول مناب الفاعل ونصب الثاني، ومثلها في ذلك الأفعال المتعدية لثلاثة فإنها ترفع الأول على أنه نائب على الفاعل وتنصب ما عداه؛ أما أفعال الطائفة الأخيرة فلازمة؛ ولذلك جاء نائب الفاعل فيها ظرفاً كما في المثال الأول منها، وجارًّا ومجروراً كما في المثال الثاني، ومصدراً كما في المثال الثالث، على نحو ما عرفت في باب بناء الأفعال اللازمة للمجهول.

وإذا تأملت أسماء المفعولين في الأمثلة المحاذية وجدتها شبيهة بالأفعال المبنية للمجهول السالفة الذكر، فهي مثلها في الاشتقاق؛ لأنها مأخوذة من مصادرها، ومثلها في الحكم أيضاً فإنها تعمل عملها، ولا تصاغ من اللازم إلا مع الظرف، أو الجار والمجرور، أو المصدر.

ولا يعمل اسم المفعول عمل فعله المبني للمجهول إلا بالشروط التي تقدمت في عمل اسم الفاعل، وأنت قريب العهد بهذه الشروط؛ ولذلك لا نرى حاجة إلى الإطالة بإعادتها.

<<  <  ج: ص:  >  >>