فاتفق أن قال أبو عليٍّ يوماً: اذكروا لنا بيتاً من الشعر نبحثْ فيه, فابتدر ابن جني وأنشد:
أزورُهم وسوادُ الليلِ يَشْفَعُ لي ... وأنثَني وبياضُ الصُّبحِ يُغري بي
فاستحسنه أبو علي وقال: لمن هذا البيت؛ فإنه غريب؟ قال: للذي يقول:
ووضْعُ النَّدى في مَوضعِ السَّيْفِ بِالْعُلا ... مُضِرٌّ كَوضع السَّيْفِ في موضع الندى
قال: والله وهذا أحسن، فمن هذا القائل يا أبا الفتح؟ قال: هو الذي لا يزال الشيخ يَسْتثقله ويَسْتَقبح زِيَّه، وما علينا من القشور إذا استقام اللباب، وعَلِمَ أبو عليّ أنه المتنبي، فنهض وقام إلى عضُد الدولة وأطال في الثنَاء عليه.
تمرين ٢:
- بين في العبارة الآتية أنواع الأعلام، وأحوالها من حيث الإعراب، والبناء:
قال ابنُ خِلِّكان:"كان ابن العَمِيدِ أبو الفضل محمدُ بن الحسين وزيرَ ركن الدولة بن بُوَيْه بأرَّجانَ، وكان متوسِّعاً في علوم الفلسفة والنجوم، وأما الأدب والكتابة فلم يقاربه فيهما أحد في زمانه، وكان يُسَمَّى "الجاحظ الثانيَ". قال الثّعالبيُّ: "بُدئت الكتابة بعبد الحميد, وخُتمت بابن العَميد".