ارجع بنا ثانية إلى أمثلة الطائفتين لِتتبينَ إعراب "كم" استفهاميةً أو خبريةً, ويسهُل ذلك بمعرفة ما هي كِنايةُ عنه، فهي في الأمثلة الثلاثة الأولى كناية عن ذات، وتعرب في هذه الحال مفعولاً بهِ إذا وليها فعل متعد لم يأخذ مفعوله كما في المثال الأول، فإِذا لم يلها فعل، أو وليها فعل لازم، أعربت مبتدأ كما في المثالين الثاني والثالث، وكذلك إن وَلِيها فِعْل متعد أخذ مفعوله، نحو: كم عاثِر أقلتَ عثرتَه، وإن كانت كناية عن ظرف كانت في محل نصب على الظرفية كما في المثال الرابع, وإن كانت كناية عن حدث أعربت مفعولاً مطلقاً كما في المثال الخامس.
أما أمثلة الطائفة الثالثة فتشتمل على الكلمتين "كأين""وكذا" وكلاهما كناية عن العدد, غير أن "كأين" يكنى بها عن العدد الكثير، و"كذا" يكنى بها عن القليل والكثير، ويشاهد من الأمثلة أن تمييز "كأيّن" مفرد مجرور بمن، وهذا هو الغالب، وأن تمييز "كذا" مفرد أو جمع منصوب.
القواعد:
١٩٩- يُكْنَى عنِ الْعَدَد بِأَلْفاظ هِيَ:
أ- كَمْ الاسْتِفْهامِيّةُ: وتمييزُها مُفْرَدٌ مَنْصُوبٌ، إلا إذا دَخَلَ عَليْها حرف جر فإِنّهُ يكونُ مَجْروراً.