فكذا ما نقله القاضي عن أبى عبيد أن معنى الحمو الموت فليمت ولا يفعل هذا هو أيضًا كلام فاسد، بل الصواب ما قدمناه.
وقال ابن الأعرابي: هي كلمة تقولها العرب كما يقال: الأسد الموت أي لقاؤه مثل الموت وقال القاضي: معناه الخلوة بالأحماء مؤدية إلى الفتنة والهلاك في الدين، فجعله كهلاك الموت فورد الكلام مورد التغليظ). اهـ. وفي «تحفة الأحوذي»: «الحمو الموت» قال القرطبي في المفهم: المعنى أن دخول قريب الزوج على امرأة الزوج يشبه الموت في الاستقباح والمفسدة أي فهو محرم معلوم التحريم. وإنما بالغ في الزجر عنه وشبهه بالموت لتسامح الناس به من جهة الزوج والزوجة لإلفهم بذلك حتى كأنه ليس بأجنبي من المرأة. فخرج هذا مخرج قول العرب الأسد الموت، والحرب الموت، أي لقاؤه يفضي إلى الموت، وكذلك دخوله على المرأة قد يفضي إلى موت الدين، أو إلى موتها بطلاقها عند غيرة الزوج، أو إلى الرجم إن وقعت الفاحشة.
قال أبو عيسى الترمذي: وإنما معنى كراهية الدخول على النساء على نحو [الحديث المتقدم الذي رواه الترمذي والنسائي وصححه الألباني] عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:«لا يخلون رجل بامرأة، إلا كان ثالثهما الشيطان»(إلا كان ثالثهما الشيطان) برفع الأول ونصب الثاني ويجوز العكس والاستثناء مفرغ. والمعنى يكون الشيطان معهما يهيج شهوة كل منهما حتى يلقيا في الزنا). اهـ.