(٢) رواه أبو داود بسند مرسل وقد تقدم في سورة النور. (٣) جاء في «شرح مسلم» للنووي رحمه اللَّه تعالى (جـ١٧ ص ٢٧٧): (أما «الكاسيات» ففيه أوجه: أحدهما: معناه كاسيات من نعمة اللَّه عاريات من شكرها، والثاني: كاسيات من الثياب عاريات من فعل الخير والاهتمام لآخرتهن والاعتناء بالطاعات، والثالث: تكشف شيئًا من بدنها إظهارًا لجمالها فهن كاسيات عاريات، والرابع: يلبسن ثيابًا رقاقًا تصف ما تحتها كاسيات عاريات في المعنى). اهـ. وزاد الحافظ ابن حجر وجهًا خامسًا نقلاً عن «تحفة الأحوذي» (جـ٦ ص ٣٧١): (كاسية من خلعة التزوج بالرجل الصالح، عارية في الآخرة من العمل). اهـ.
ثم قال النووي رحمه اللَّه تعالى: (وأما «مائلات مميلات» فقيل: زائغات عن طاعة اللَّه تعالى وما يلزمهن من حفظ الفروج وغيرها ومميلات يعلمن غيرهن مثل فعلهن، وقيل: مائلات متبخترات في مشيتهن مميلات أكتافهن، وقيل: مائلات يتمشطن المشطة الميلاء وهي مشطة البغايا معروفة لهن مميلات يمشطن غيرهن تلك المشطة، وقيل: مائلات إلى الرجال مميلات لهم بما يبدين من زينتهن وغيرها، وأما «رءوسهن كأسنمة البخت» فمعناه يعظمن رؤوسهن بالخُمر والعمائم وغيرها مما يلف على الرأس حتى تشبه أسنمة الإبل البخت هذا هو المشهور في تفسيره. قال المازري: ويجوز أن يكون معناه يطمحن إلى الرجال ولا يغضضن عنهم ولا يسكن رؤوسهن، واختار القاضي أن المائلات تمشطن المشطة الميلاء قال: وهي ضفر الغدائر وشدها إلى = = فوق وجمعها في وسط الرأس فتصير كأسنمة البخت قال: وهذا يدل على أن المراد بالتشبيه بأسنمة البخت إنما هو لارتفاع الغدائر فوق رؤوسهن وجمع عقائصها هناك وتكثرها بما يضفرنه حتى تميل إلى ناحية من جوانب الرأس كما يميل السنام، قال ابن دريد: يقال: ناقة ميلاء إذا كان سنامها يميل إلى أحد شقيها واللَّه أعلم. قوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «لا يدخلن الجنة» يتأول التأويلين السابقين في نظائره أحدهما: أنه محمول على من استحلت حرامًا من ذلك مع علمها بتحريمه فتكون كافرة مخلدة في النار لا تدخل الجنة أبدًا، والثاني: يحمل على أنها لا تدخلها أول الأمر مع الفائزين واللَّه تعالى أعلم). اهـ من «شرح مسلم» قوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «ولا يجدن ريحها» قال المناوي في «فيض القدير» أي الجنة. «وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا» أي: يوجد من مسيرة خمسمائة عام كما جاء مفسرًا في رواية أخرى). اهـ بتصرف يسير. (قل).