وهناك بعض الناس لا يعطون المرأة حقها في الميراث، وهي أيضًا تتحرج أن تطالب بذلك خشية أن تنقطع صلتها بأقاربها.
التاسعة والخمسون: اهتم بقصص الأنبياء عليهم السلام، فإن اللَّه تعالى يقول:{لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي الألبَابِ}[يوسف: ١١١]، وإذا أردت أن تقص على الناس فعليك بالسيرة، فإنها تشتمل على قصص الذين شهد لهم النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في الصحيح بالخيرية فقال:«خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم» قال عمران راوي الحديث: فلا أدري أذكره بعد قرنه مرتين أو ثلاثًا، قال الحافظ - نقلاً عن «تحفة الأحوذي»(ج ٦ ص ٤٩٦): ( ... وجاء في أكثر الطرق بغير شك منهاعن النعمان بن بشير عند أحمد، وعن مالك عند مسلم عن عائشة قال رجل: يا رسول اللَّه أي الناس خير؟ قال:«القرن الذي أنا فيه ثم الثاني ثم الثالث» مرتين أو ثلاثًا (١).
الستون: لا تُفْت بغير علم، قال الإمام ابن القيم رحمه اللَّه في «إعلام الموقعين»: وقد حرم اللَّه القول عليه بغير علم في الفتوى والقضاء، وجعله من أعظم المحرمات، بل جعله في المرتبة العليا منها، قال تعالى:{قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}[الأعراف: ٣٣].
فرتب المحرمات أربع مراتب، وبدأ بأسهلها وهو الفواحش، وثنَّى بما هو أشد تحريمًا منه وهو الإثم والظلم، ثم ثلَّث بما هو أشد تحريمًا منها وهو الشرك باللَّه سبحانه، ثم ربَّع بما هو أشد تحريمًا من ذلك كله وهو القول عليه بلا علم، وهذا يعم القول عليه سبحانه وتعالى بلا علم في أسمائه وصفاته وأفعاله في دينه وشرعه.
الحادية والستون: جاء في «تفسير ابن كثير»، قال ابن مسعود رضي اللَّه عنه: من أراد أن ينظر إلى وصية الرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - التي عليها خاتمه فليقرأ هؤلاء الآيات: {قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ - وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ
(١) صحيح - الترمذي والحاكم عن عمران بن حصين، أحمد والبخاري ومسلم والترمذي عن ابن مسعود - انظر «صحيح الجامع». (قل).