اعتذاره؛ فلست بموسع عذرًا كل من أسمعته نكرًا، وهذا الحديث عده العسكري من الأمثال، وقد قال: جمع بهاتين الكلمتين جميع آداب الدنيا والدين، وفيه جمع لما ذكره بعض سلفنا أنه لا ينبغي دخول مواضع التهم، ومن ملك نفسه خاف من مواضع التهم أكثر من خوفه من وجود الألم؛ فإن دخولها يوجب سقم القلب كما يوجب الأغذية الفاسدة سقم البدن، (الضياء) المقدسي (عن أنس) قال: قال رجل: يا رسول اللَّه أوصني وأنجز فذكره.
الثانية والثمانون: عن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:«إن اللَّه عز وجل يقول لأهل الجنة، يا أهل الجنة، فيقولون: لبيك ربنا وسعديك، والخير في يديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى يا ربنا وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدًا من خلقك! فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ فيقولون: وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم أبدًا». رواه البخاري ومسلم والترمذي.
الثالثة والثمانون: عن أوس بن أوس الثقفي قال: سمعت رسول اللَّه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: «من غسل (١) واغتسل يوم الجمعة، وبكر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام واستمع ولم يلغ، كان له بكل خطوة أجر سنة: صيامها وقيامها». قال ابن كثير: هذا الحديث له طرق وألفاظ، وقد أخرجه أهل السنن الأربعة، وحسنه الترمذي.