الغزالي وغيره: الوسوسة سببها إما جهل بالشرع، وإما خبل في العقل، وكلاهما من أعظم النقائص والعيوب (١). انتهى.
التاسعة والثمانون: لا تسأل أخاك المسلم إذا لقيته إلى أين تذهب؟ فربما لا يريد إعلامك بذلك. (ورد معنى ذلك في «مختصر منهاج القاصدين») وإنما من الممكن - واللَّه أعلم - لو أن معك دابة - أن تقول له: أنا طريقي في اتجاه كذا فإن أحببت أن تركب معي فافعل.
التسعون: إذا زرت عالمًا فلا تطل الزيارة عنده، فإن وقته للكتاب.
الحادية والتسعون: عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما أن رسول اللَّه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لعن الواصلة والمستوصلة، والواشمة والمستوشمة. متفق عليه.
وعن ابن مسعود رضي اللَّه عنهما قال: لعن اللَّه الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق اللَّه. قال العلماء: الوشم أن يغرز الجلد بإبرة ثم يحشي بكحل أو نيلج فيزرق أثره أو يخضر، وفاعلته الواشمة، والتي يفعل بها المستوشمة. وقال النووي رحمه اللَّه: الواصلة: التي تصل شعرها أو شعر غيرها بشعر آخر. والموصولة: التي يوصل شعرها. والمستوصلة: التي تسأل من يفعل ذلك لها. والمتفلجة: هي التي تبرد من أسنانها لتباعد بعضها من بعض قليلاً وتحسنها وهو الوشر، والنامصة: هي التي تأخذ من شعر حاجب غيرها وترفعه ليصير حسنًا. والمتنمصة: التي تأمر من يفعل بها ذلك.
الثانية والتسعون: قال اللَّه تعالى: {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ}[إبراهيم: ٣٤].
وروي أن بعض الفقراء شكا فقره إلى بعض أرباب البصيرة، وأظهر شدة اغتمامه بذلك، فقال له: أيسرك أنك أعمى ولك عشرة آلاف درهم؟ قال: لا، قال: أيسرك أنك أخرس ولك عشرة آلاف درهم؟ قال: لا، قال: أيسرك أنك أقطع اليدين والرجلين ولك عشرون ألفًا؟ قال: لا، قال: أيسرك أنك مجنون ولك عشرة آلاف؟ قال: لا، قال: أما تستحي أن تشكو مولاك ولك عنده عروض بخمسين ألفًا.
الثالثة والتسعون: جاء في الأثر: (من أتلف شيئًا فعليه إصلاحه) فإن البعض قد يتحرج من ذلك ويقول: إنه لا يقبل العوض، وهذا خطأ، بل لو كسرت كوبًا، ولو بحسن نية فعليك ثمنه، إلا أن يعفو صاحب الكوب، وتظهر هذه المسألة في حوادث