للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} [الأعراف: ٢٤] .

وإما للتفاؤل١.

وإما للتشويق إلى ذكر المسند إليه، كقوله "من البسيط":

ثلاثة تشرق الدنيا ببهجتها ... شمس الضحا وأبو إسحاق والقمر٢

وقوله "من الوافر":

وكالنار الحياة فمن رماد ... وأواخرها وأولها دخان٣

قال السكاكي رحمه الله٤: "وحق هذا الاعتبار تطويل الكلام في المسند٥، وإلا لم يحسن ذلك الحُسْنَ".


١ كقول ابن الرومي "من الخفيف":
يمن الله طلعة المهرجان ... كل يُمْنٍ على الأمير الهجان
وقول الآخر "من الكامل":
سعدت بغرة وجهك الأيام ... وتزينت ببقائك الأعوام
٢ هو لمحمد بن وهيب في مدح أبي إسحاق المعتصم، وإنما لم يجعل "ثلاثة" مبتدأ و"شمس الضحا" وما عطف عليه خبرا؛ لأنه لا يخبر بمعرفة عن نكرة.
٣ هو لأحمد بن عبد الله المعروف بأبي العلاء المعري. يعني أن أول الحياة وآخرها وهما الصبا والشيب ليسا بشيء، وأن وسطها وهو الشباب هو المعتد به، وقد شبهها في ذلك بالنار في أحوالها الثلاث.
٤ المفتاح ص١١٩.
٥ كما في بيت ابن وهيب، وكما في قوله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [آل عمران: ١٩٠] . وقد يكون تقديم المسند لمجرد الاهتمام، كقول الشاعر "من الوافر":
سلام الله يا مطر عليها ... وليس عليك يا مطر السلام
وقد يكون لإظهار التألم؛ كقول المتنبي "من الطويل":
ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى ... عدوا ليس له من صداقته بد

<<  <  ج: ص:  >  >>