٢ منها قول أكثم بن صيفي: "البلاغة: الإيجاز", وقول أرسطو: "البلاغة: حسن الاستعارة", وقول ابن المقفَّع: "البلاغة: قلة الحصَر، والجراءة على البشَر", وقول بعضهم: "البلاغة: تصوير الحق في صورة الباطل، وتصوير الباطل في صورة الحق". فالأول كقول محمد بن عبد الملك الزيات: "الرحمة: خَوَر في الطبيعة، وضعف في المُنَّة". والثاني كقول الحارث بن حلزة "مجزوء الكامل": عيشي بجد لا يضر ... ك النوك ما لاقيت جدا والعيش خير في ظلا ... ل النوك ممن عاش كدا وأقوال المتقدمين كثيرة في البلاغة, والظاهر أن جمهورهم لم يكن يفرق بينها وبين الفصاحة، وقد نُقل عن أفلاطون أن: "الفصاحة لا تكون إلا لموجود، والبلاغة تكون لموجود ومفروض". ولعله يعني بالموجود اللفظ، وبالمفروض المعنى. وقال العاصي بن عدي: "الشجاعة قلب ركين، والفصاحة لسان رزين". وهو يعني باللسان اللفظ، وبالرزين ما فيه فخامة وجزالة. وقال بعضهم: الفصاحة تمام آلة البيان، وهي عنده مقصورة على اللفظ أيضا؛ لأن الآلة -وهي اللسان- تتعلق باللفظ دون المعنى.