وأما استعارة معقول لمعقول فكقوله تعالى:{مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا} ١ فإن المستعار منه الرقاد٢، والمستعار له الموت، والجامع لهما عدم ظهور الأفعال٣، والجميع عقلي٤.
استعارة محسوس لمعقول:
وأما استعارة محسوس لمعقول فكقوله تعالى:{فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ} ٥ فإن المستعار منه صدع الزجاجة، وهو كسرها، وهو حسي٦، والمستعار له تبليغ الرسالة٧، والجامع لهما التأثير، وهما عقليان، كأنه قيل:"أَبِنِ الأمر إبانة لا تنمحي كما لا يلتئم صدع الزجاجة" وكقوله تعالى: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ} ٨ جعلت الذلة محيطة بهم مشتملة عليهم، فهم فيها كما يكون في القبة من ضُربتْ عليه، أو ملصقة بهم حتى لزمتهم ضربة لازب كما يضرب الطين على الحائط فيلزمه؛ فالمستعار منه إما ضرب القبة على الشخص، وإما ضرب الطين على الحائط، وكلاهما حسي، والمستعار له حالهم مع الذلة، والجامع الإحاطة أو اللزوم، وهما عقليان٩.