وإذ قد عرفت معنى الاستعارة وأنها مجاز لغوي؛ فاعلم أن الاستعارة تفارق الكذب من وجهين: بناء الدعوى فيها على التأويل١، ونصب القرينة على أن المراد بها خلاف ظاهرها؛ فإن الكاذب يتبرأ من التأويل، ولا ينصب دليلا على خلاف زعمه.
الاستعارة لا تدخل في الأعلام:
وأنها لا تدخل في الأعلام٢؛ لما سبق من أنها تعتمد إدخال المشبه في جنس المشبه به، والعلمية تنافي الجنسية، وأيضا لأن العَلَم لا يدل إلا على تعين شيء من غير إشعار بأنه إنسان أو فرس أو غيرهما؛ فلا اشتراك بين معناه وغيره، إلا في مجرد التعين ونحوه من العوارض العامة التي لا يكفي شيء منها جامعا في الاستعارة، اللهم إلا إذا تضمن نوع وصفية لسبب خارج؛ كتضمن اسم حاتم "الجواد"، ومادر "البخيل"، وما جرى مجراهما٣.