الثالث: الانتهاء؛ لأنه آخر ما يعيه السمع، ويرتسم في النفس؛ فإن كان مختارا كما وصفنا١ جَبَر ما عساه وقع فيما قبله من التقصير، وإن كان غير مختار كان بخلاف ذلك، وربما أنسى محاسن ما قبله.
فمن الانتهاءات المرضية قول أبي نواس:
فبقيتَ للعلم الذي تهدي له ... وتقاعست عن يومك الأيام٢
وقوله:
وإني جدير إذ بلغتك بالمنى ... وأنت بما أمّلت منك جدير
فإن تُولِني منك الجميل فأهله ... وإلا فإني عاذر وشكور٣
وقول أبي تمام في خاتمة قصيدة فتح عمّورية:
إن كان بين صروف الدهر من رَحِم ... موصولة أو ذِمَام غير مقتضب٤
فبين أيامك اللاتي نُصرتَ بها ... وبين أيام بدر أقرب النَّسَب٥