حسن التعليل: ومنه حسن التعليل، وهو أن يدعى لوصف علة مناسبة له باعتبار لطيف١ غير حقيقي.
وهو أربعة أقسام؛ لأن الوصف إما ثابت قصد بيان علته، أو غير ثابت أريد إثباته؛ والأول إما ألا يظهر له في العادة علة، أو يظهر له علة غير المذكورة، والثاني إما ممكن، أو غير ممكن.
أما الأول٢ فكقول أبي الطيب:
لم تحك نائلك السحاب وإنما ... حُمَّت به فصبيبها الرُّحَضَاء٣
فإن نزول المطر لا يظهر له في العادة علة٤. وكقول أبي تمام:
لا تنكري عَطَلَ الكريم من الغنى ... فالسيل حرب للمكان العالي٥
علل عدم إصابة الغنى الكريم بالقياس على عدم إصابة السيل المكان العالي كالطَّوْد العظيم، من جهة أن الكريم لاتصافه بعلو القدر كالمكان العالي، والغني لحاجة الخلق إليه كالسيل. ومن لطيف هذا الضرب قول أبي هلال العسكري:
زعم البنفسج أنه كعِذَاره ... حسنا فَسَلّوا من قفاه لسانه٦