علة تصعيد الأنفاس في العادة هي التحسر والتأسف، لا ما جوز أن يكون إياه، والمعنى: رحل عني العزاء بارتحالي عنك؛ أي: معه أو بسببه٥، فكأنه لما كان الصدر محل الصبر، وكانت الأنفاس تتصعد منه, أيضا صار العزاء وتنفس الصعداء كأنهما نزيلان، فلما رحل ذلك كان حقا على هذا أن يشيعه قضاء لحق الصحبة.
التفريع: ومنه التفريع، وهو أن يُثبت لمتعلق أمر حكم بعد إثباته لمتعلق له آخر٦ كقول الكميت:
أحلامكم لسَقام الجهل شافية ... كما دماؤكم تشفي من الكَلَب٧
فرَّع من وصفهم بشفاء أحلامهم لسقام الجهل وصفهم بشفاء دمائهم من داء الكَلَب.