للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[قبح الابتداء]

وينبغي أن يجتنب في المديح ما يُتطير به؛ فإنه قد يتفاءل به الممدوح أو بعض الحاضرين؛ كما روي أن ذا الرمة أنشد هشام بن عبد الملك قصيدته البائية:

ما بال عينك منها الماء ينسكب١ ... فقال هشام: "بل عينك".

ويقال: إن ابن مقاتل الضرير أنشد الداعي العلوي قصيدته التي أولها:

موعد أحبابك بالفرقة غد٢

فقال له الداعي: "بل موعد أحبابك، ولك المَثَل السوء".

وروي أيضا أنه دخل عليه في يوم مهرجان, وأنشد:

لا تقل بشرى ولكن بشريان ... غُرَّة الداعي ويوم المهرجان٣

فتطيّر به وقال: "أعمى يبتدئ بهذا يوم المهرجان! " وقيل: بطحه وضربه خمسين عصا، وقال: إصلاح أدبه أبلغ في ثوابه.

وقيل: لما بنى المعتصم بالله قصره بالميدان وجلس فيه؛ أنشده إسحاق الموصلي:

يا دار غيّرك البلى ومحاك ... يا ليت شعري ما الذي أبلاكِ٤

فتطير المعتصم بهذا الابتداء، وأمر بهدم القصر.

ومن أراد ذكر الديار والأطلال في مديح, فليقل مثل قول القُطامي:

إنا محيوك فاسلم أيها الطلل٥

أو مثل قول أشجع السلمي:

قصر عليه تحية وسلام ... خلعت عليه جمالها الأيام٦

<<  <  ج: ص:  >  >>