[الجمع مع التقسيم]
ومنه الجمع مع التقسيم، وهو جمع متعدد تحت حكم، ثم تقسيمه، أو تقسيمه ثم جمعه؛ فالأول كقول أبي الطيب:
حتى أقام على أرباض خَرْشَنة ... تشقى به الروم والصلبان والبِيَع١
للسبي ما نكحوا والقتل ما ولدوا ... والنهب ما جمعوا والنار ما زرعوا٢
جمع في البيت الأول شقاء الروم بالممدوح على سبيل الإجمال؛ حيث قال: "تشقى به الروم"، ثم قسم في الثاني وفصله.
والثاني كقول حسان:
قوم إذا حاربوا ضروا عدوهم ... أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا
سجية تلك منهم غير محدثة ... إن الخلائق فاعلم شرها البدع٣
قسم في البيت الأول صفة الممدوحين إلى ضر الأعداء ونفع الأولياء، ثم جمعهما
في البيت الثاني حيث قال: "سجية تلك".
ومن لطيف هذا الضرب قول الآخر:
لو أن ما أنتم فيه يدوم لكم ... ظننت ما أنا فيه دائما أبدا
لكن رأيت الليالي غير تاركة ... ما سر من حادث أو ساء مطردا
فقد سكنت إلى أني وأنكم ... سنستجدّ خلاف الحالتين غدا٤
فقوله: "خلاف الحالتين" جمع لما قسّم لطيف، وقد ازداد لطفا بحسن ما بناه عليه من قوله: "فقد سكنتُ إلى أني وأنكم".
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute