الأمر: ومن أنواع الإنشاء الأمر، والأظهر أن صيغته -من المقترنة باللام، نحو:"ليحضر زيد" وغيرها، نحو:"أكرم عمرا" و"رويد بكرا"- موضوعة لطلب الفعل استعلاء؛ لتبادر الذهن عند سماعها إلى ذلك، وتوقف ما سواه على القرينة.
قال السكاكي١: ولإطباق أئمة اللغة على إضافتها إلى الأمر بقولهم: "صيغة الأمر، ومثال الأمر، ولام الأمر"، وفيه نظر لا يخفى على المتأمل٢.
ثم إنها -أعني: صيغة الأمر- قد تستعمل في غير طلب الفعل استعلاء، بحسب مناسبة المقام٣؛ كالإباحة٤؛ كقولك في مقام الإذن:"جالس الحسن أو ابن سيرين". ومن أحسن ما جاء فيه قول كثير "من الطويل":
أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة ... لدينا ولا مقلية إن تقلَّتِ٥
أي: لا أنت ملومة ولا مقلية، ووجه حسنه: إظهار الرضا بوقوع الداخل تحت