الحقيقة: الكلمة المستعملة فيما وضعت له في اصطلاح به التخاطب٢.
فقولنا:"المستعملة" احتراز عما لم يستعمل؛ فإن الكلمة قبل الاستعمال لا تسمى حقيقة، وقولنا:"فيما وضعت له" احتراز عن شيئين:
أحدهما: ما استعمل في غير ما وضعت له غلطا؛ كما إذا أردت أن تقول لصاحبك:"خذ هذا الكتاب" مشيرا إلى كتاب بين يديك، فغلطت فقلت:"خذ هذا الفرس".
والثاني: أحد قسمي المجاز: وهو ما استعمل فيما لم يكن موضوعا له، لا في اصطلاح به التخاطب، ولا في غيره؛ كلفظة الأسد في الرجل الشجاع، وقولنا:"في اصطلاح به التخاطب" احتراز عن القسم الآخر من المجاز؛ وهو ما استعمل فيما وضع له، ولا في اصطلاح به التخاطب؛ كلفظ "الصلاة" يستعمله المخاطِب بعرف الشرع في الدعاء مجازا٣.