أحدهما إيجاز القصر١ وهو ما ليس بحذف، كقوله تعالى:{وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ}[البقرة: ١٧٩] ، فإنه لا حذف فيه٢ مع أن معناه كثير يزيد على لفظه؛ لأن المراد به أن الإنسان إذا علم أنه متى قَتل قُتل كان ذلك داعيا له قويا إلى ألا يقدم على القتل، فارتفع بالقتل -الذي هو القصاص- كثير من قتل الناس بعضهم لبعض، فكان ارتفاع القتل حياة لهم، وفضله على ما كان عندهم أوجز كلام في هذا المعنى، وهو قولهم:"القتل أنفى للقتل"، من وجوه:
أحدها: أن عدة حروف ما يناظره منه وهو "في القصاص حياة" عشرة في التلفظ٣، وعدة حروفه أربعة عشر.
وثانيها: ما فيه من التصريح بالمطلوب -الذي هو الحياة- بالنص عليها؛ فيكون أزجر عن القتل بغير حق؛ لكونه أدعى إلى الاقتصاص.
وثالثها: ما يفيده تنكير "حياة" من التعظيم أو النوعية كما سبق٤.
ورابعها: اطراده، بخلاف قولهم؛ فإن القتل الذي ينفي القتل هو ما كان على