وخامسها: سلامته من التكرار الذي هو من عيوب الكلام، بخلاف قولهم.
وسادسها: استغناؤه عن تقدير محذوف، بخلاف قولهم، فإن تقديره:"القتل أنفى للقتل من تركه"١.
وسابعها: أن القصاص ضد الحياة؛ فالجمع بينهما طباق كما سيأتي٢.
وثامنها: جعل القصاص كالمنبع والمعدن للحياة بإدخال "في" عليه على ما تقدم. ومنه قوله تعالى:{هُدًى لِلْمُتَّقِينَ}[البقرة: ٢] أي: هدى للضالين الصائرين إلى الهدى بعد الضلال٣. وحسّنه التوصل إلى تسمية الشيء باسم ما يئول إليه٤ وإلى تصدير السورة بذكر أولياء الله تعالى، وقوله:{أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ}[يونس: ١٨] أي: بما لا ثبوت له ولا علم لله متعلق بثبوته؛ نفيا للملزوم بنفي اللازم٥. وكذلك قوله تعالى:{مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ}[غافر: ١٨] أي: لا شفاعة ولا طاعة، على أسلوب قوله "من البسيط":