٢ أي: كون المخبر عالما بالحكم، وإنما سمي هذا "لازم فائدة الخبر"؛ لأنه يلزم من إفادة المخاطب الحكم، إفادته أن عنده علما أو ظنا به، ولازم فائدة الخبر هو المقصد الثاني من الإسناد الخبري. وللإسناد الخبري مقاصد وأغراض أخرى: منها إظهار التحسر، كما في قوله تعالى حكاية عن امرأة عمران: {رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى} [آل عمران: ٣٦] . ومنها إظهار الفرح، كما في قول الشاعر "من الطويل": هناء محا ذاك العزاء المقدما ... فما عبس المحزون حتى تبسما ومنها إظهار الضعف والخشوع, كقول الآخر "من الوافر": إلهي عبدك العاصي أتاكا ... مقرا بالذنوب وقد دعاكا ومنها توبيخ السامع، كقول الحماسية "من الطويل": وأنت الذي أخلفتني ما وعدتني ... وأشمت بي من كان فيك يلوم والغرض الأول -وهو فائدة الخبر- يستفاد من ذات الخبر، وما عداه من الأغراض يدل عليها الخبر دلالة تبعية؛ فهي من مستتبعات الكلام، ولا توصف بأنها حقيقة ولا مجاز ولا كناية.