عليكم تناول الميتة وحُرِّم عليكم نكاح أمهاتكم؛ لأن الغرض الأظهر من هذه الأشياء تناولها، ومن النساء نكاحهن.
ومنها أن يدل العقل على الحذف والتعيين؛ كقوله:{وَجَاءَ رَبُّكَ}[الفجر: ٢٢] أي: أمر ربك أو عذابه أو بأسه، وقوله:{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ}[البقرة: ٢١٠] أي: عذاب الله أو أمره.
ومنها أن يدل العقل على الحذف، والعادة على التعيين١؛ كقوله تعالى حكاية عن امرأة العزيز:{فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ}[يوسف: ٣٢] دل العقل على الحذف فيه؛ لأن الإنسان إنما يُلام على كسبه، فيُحتمل أن يكون التقدير: في حبه؛ لقولهن:{قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا}[يوسف: ٣٠ وما بعدها] ، وأن يكون في مراودته، لقولهن:{تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ} ، وأن يكون في شأنه وأمره؛ فيشملهما، والعادة دلت على تعيين المراودة؛ لأن الحب المفرط لا يلام الإنسان عليه في العادة؛ لقهره صاحبه وغلبته إياه، وإنما يلام على المراودة الداخلة تحت كسبه التي يقدر أن يدفعها عن نفسه.
ومنها أن تدل العادة على الحذف والتعيين؛ كقوله تعالى:{لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ}[آل عمران: ١٦٧] مع أنهم كانوا أخبر الناس بالحرب، فكيف يقولون: إنهم لا يعرفونها؟! فلا بد من حذف؛ قدره مجاهد -رحمه الله- مكان قتال، أي: إنكم تقاتلون في موضع لا يصلح للقتال، ويُخشى عليكم منه، ويدل عليه أنهم أشاروا٢ على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ألا يخرج من المدينة وأن الحزم البقاء فيها.
ومنها الشروع في الفعل؛ كقول المؤمن:"بسم الله الرحمن الرحيم" كما إذا قلت