للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصاحب لك يسعى في أمر على طرف نهر، وأنت تريد أن تقرر له أنه لا يحصل من سعيه على طائل، فأدخلت يدك في الماء ثم قلت له: "انظر: هل حصل في كفي من الماء شيء؟ فكذلك أنت في أمرك" كان لذلك ضرب من التأثير في النفس وتمكين المعنى في القلب زائد على القول المجرد.

ومنها: الاستطراف كما سيأتي١.

ومن فضائل التشبيه أنه يأتيك من الشيء الواحد بأشياء عدة٢: نحو أن يعطيك من الزند بإيرائه٣: شبه الجواد والذكي والنجح في الأمور، وبإصلاده٤: شبه البخيل والبليد والخيبة في السعي، ومن القمر: الكمال عن النقصان، كما قال أبو تمام:

لهفي على تلك الشواهد فيهما ... لو أُمهلت حتى تصير شمائلا٥

لغدا سكوتهما حجا وصباهما ... حلما وتلك الأريحية نائلا٦

ولأعقب النجم المُرِذّ بديمة ... ولعاد ذاك الطل جَوْدا وابلا٧

<<  <  ج: ص:  >  >>