المعنى لطيف وإن لم تساعده العبارة على ما يجب؛ لأن الإغباب أن يتخلل بين وقتي الحضور وقت يخلو منه، فإنما يصلح لأن يراد أن القمر إذا نقص نوره لم يوالِ الطلوع في كل ليلة، بل يظهر في بعض الليالي دون البعض، وليس الأمر كذلك؛ لأنه -على نقصانه- يطلع كل ليلة حتى تكون السِّرار.
وكذا يُنظر إلى بعده وارتفاعه، وقرب ضوئه وشعاعه، في نحو ما مضى من بيتي البحتري١ وإلى ظهوره في كل مكان، كما في قول أبي الطيب:
كالبدر من حيث التفتَّ وجدتَهُ ... يهدي إلى عينيك نورا ثاقبا٢
إلى غير ذلك٣.
أركان التشبيه:
ثم النظر في أركان التشبيه, وهي أربعة:"طرفاه، ووجهه، وأداته"، وفي الغرض منه، وفي تقسيمه بهذه الاعتبارات.