للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كقوله:

غدا والصبح تحت الليل بادٍ ... كطِرْف أشهب ملقى الجِلال١

فإن "الجلال" فيه في مقابلة "الليل"، ولو شبهه به لم يكن شيئا. وكقول الآخر:

كأنما المريخ والمشتري ... قُدّامه في شامخ الرفعه

منصرف بالليل عن دعوة ... قد أسرجت قدامه شمعه٢

فإن "المريخ" في مقابلة "المنصرف عن دعوة"، ولو قيل: "كأن المريخ منصرف بالليل عن دعوة" كان خَلْفا من القول٣.

والثاني: ما يصح تشبيه كل جزء من أجزاء أحد طرفيه بما يقابله من أجزاء الطرف الآخر، غير أن الحال تتغير، ومثاله قوله:

وكأن أجرام النجوم لوامعا ... درر نثرن على بساط أزرق٤

فإنه لو قيل: كأن النجوم درر، وكأن السماء بساط أزرق، لكان تشبيها صحيحا، لكن أين يقع من التشبيه الذي يُريك الهيئة التي تملأ القلوب سرورا وعجبا من طلوع النجوم مؤتلقة متفرقة في أديم السماء, وهي زرقاء زرقتها الصافية؟!

<<  <  ج: ص:  >  >>