أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ} ١ فإنها عشر جمل إذا فُصِّلت٢، وهي وإن دخل بعضها في بعض حتى صارت كلها كأنها جملة واحدة، فإن ذلك لا يمنع من أن تشير إليها واحدة واحدة، ثم إن الشبه منتزع من مجموعها من غير أن يمكن فصل بعضها عن بعض، حتى لو حُذف منها جملة أخل ذلك بالمغزى من التشبيه.
ومن تمام القول في هذه الآية ونحوها أن الجملة إذا وقعت في جانب المشبه به, تكون على وجوه:
أحدها: أن تلي نكرة؛ فتكون صفة لها، كما في هذه الآية، وعليه قول النبي صلى الله عليه وسلم:"الناس كإبل مائة لا تجد فيها راحلة" ٣.
والثاني: أن تلي معرفة هي اسم موصول؛ فتكون صلة له، كقوله تعالى:{مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا. ..} ٤ الآية.
والثالث: أن تلي معرفة ليست باسم موصول فتقع استئنافا٥ كقوله عز وعلا: {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا} ٦.