كتاب بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح في علوم البلاغة

الباب الثاني: القول في الحقيقة والمجاز - الفرق بين الاستعارة والتشبيه المؤكد - ج: 3 - ص: 482

ثابتة١؛ فدخول "كأن" و"تحسب" عليها كالقياس على المجهول.

وأيضا هذا الجنس إذا فليت عن سره، وجدت محصوله أنك تدعي حدوث شيء هو من الجنس المذكور، إلا أنه اختص بصفة عجيبة لم يتوهم جوازها على ذلك الجنس٢، فلم يكن لتقدير التشبيه فيه معنى٣.

التجريد ليس استعارة ولا تشبيها:

وإن لم يكن اسم المشبه به خبرا للمشبه، ولا في حكم الخبر٤؛ كقولهم: "رأيت بفلان أسدا، ولقيني منه أسد" سمي تجريدا، كما سيأتي إن شاء الله تعالى٥ ولم يسم استعارة؛ لأنه إنما يتصور الحكم على الاسم بالاستعارة إذا جرى بوجه على ما يدعى أنه مستعار له؛ إما باستعماله فيه، أو بإثبات معناه له٦، والاسم في مثل هذا غير جارٍ على المشبه بوجه.