للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غيره١، وإلا صار تعمية وإلغازا، لا استعارة وتمثيلا، كما إذا قيل: "رأيت أسدا" وأُريد إنسان أبخر، وكما إذا قيل: "رأيت إبلا مائة لا تجد فيها راحلة" وأُريد الناس٢، أو قيل: "رأيت عودا مستقيما أوان الغرس" وأريد إنسان مؤدب في صباه، وبهذا ظهر أنهما لا يجيئان في كل ما يجيء فيه التشبيه.

ومما يتصل بهذا٣ أنه إذا قَوِي الشبه بين الطرفين بحيث صار الفرع كأنه الأصل لم يحسن التشبيه وتعيّنت الاستعارة٤، وذلك كالنور إذا شُبِّه العلم به، والظلمة إذا شبهت الشبهة بها؛ فإنه لذلك يقول الرجل إذا فهم المسألة: "حصل في قلبي نور"، ولا يقول: "كأن نورا حصل في قلبي"٥، ويقول لمن أوقعه في شبهة: "أوقعتني في ظلمة" ولا يقول: "كأنك أوقعتني في ظلمة".

وكذا المكني عنها حسنها برعاية جهات حسن التشبيه٦.

وأما التخييلية فحسنها بحسب حسن المكنيّ عنها؛ لما بيّنّا أنها لا تكون إلا تابعة لها.

<<  <  ج: ص:  >  >>