بساهم الوجه لم تقطع أباجله ... يصان وهو ليوم الروع مبذول١
ومن لطيف الطباق قول ابن رشيق:
وقد أطفئوا شمس النهار وأوقدوا ... نجوم العوالي في سماء عَجَاج٢
وكذا قول القاضي الأرَّجانيّ:
ولقد نزلت من الملوك بماجد ... فقر الرجال إليه مفتاح الغِنَى٣
وكذا قول الفرزدق:
لعن الإله بني كليب إنهم ... لا يغدرون ولا يَفُون لجار
يستيقظون إلى نهيق حمارهم ... وتنام أعينهم عن الأوتار٤
وفي البيت الأول تكميل حسن٥؛ إذ لو اقتصر على قوله:"لا يغدرون" لاحتمل الكلام ضربا من المدح؛ إذ تجنب الغدر قد يكون عن عفة؛ فقال:"ولا يفون" ليفيد أنه للعجز، كما أن ترك الوفاء للؤم، وحصل مع ذلك إيغال حسن٦؛ لأنه لو اقتصر على قوله:"لا يغدرون ولا يفون" تم المعنى الذي قصده، ولكنه لما احتاج إلى القافية أفاد بها معنى زائدا، حيث قال:"لجار"؛ لأن ترك الوفاء للجار أشد قبحا من ترك الوفاء لغيره.