للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يمدون من أيدٍ عَوَاصٍ عواصم ... تصول بأسياف قواض قواضب١

وقول البحتري:

لئن صدفَتْ عنا فرُبَّت أنفس ... صوادٍ إلى تلك الوجوه الصوادف٢

ومنه ما كتب به بعض ملوك المغرب إلى صاحب له٣ يدعوه إلى مجلس أنس له:

أيها الصاحب الذي فارقت عيـ ... ـني ونفسي منه السنا والسناء٤

نحن في المجلس الذي يهب الرا ... حة والمسمع الغنى والغناء٥

نتعاطى التي تنسي من اللذ ... ة والرقة الهوى والهواء٦

فأتِهِ تُلْفِ راحة ومحيا ... قد أعدَّا لك الحيا والحياء٧

وربما يسمى هذا القسم -أعني الثالث٨- مُطَرَّفًا، ووجه حسنه أنك تتوهم قبل أن يرد عليك آخر الكلمة كالميم من "عواصم" أنها هي التي مضت، وإنما أُتي بها للتأكيد، حتى إذا تمكن آخرها في نفسك ووعاه سمعك، انصرف عنك ذلك التوهم؛ وفي هذا حصول الفائدة بعد أن يخالطك اليأس منها.

الوجه الثاني: أن يختلفا بزيادة أكثر من حرف واحد؛ كقول الخنساء:

إن البكاء هو الشفا ... ء من الجوى بين الجوانج٩

وربما سمي هذا الضرب مذيَّلا.

<<  <  ج: ص:  >  >>