واعلم أن فواصل الأسجاع موضوعة على أن تكون ساكنة الأعجاز، موقوفا عليها؛ لأن الغرض أن يزاوج بينها، ولا يتم ذلك في كل صورة إلا بالوقف، ألا ترى أنك لو وصلتَ قولهم:"ما أبعد ما فات، ما أقرب ما هو آتٍ" لم يكن بد من إجراء كل من الفاصلتين على ما يقتضيه حكم الإعراب، فيفوت الغرض من السجع، وإذا رأيتهم يُخرجون الكلم عن أوضاعها للازدواج في قولهم:"إني لآتيه بالغدايا والعشايا" أي: بالغُدُوات٢، فما ظنك بهم في ذلك؟
الخلاف في إطلاق السجع في القرآن والشعر:
وقيل: إنه لا يقال: "في القرآن أسجاع" وإنما يقال: "فواصل"٣.
وقيل: السجع غير مختص بالنثر، ومثاله من الشعر٤ قول أبي تمام:
تجلى به رشدي، وأثرت به يدي ... وفاض به ثِمْدي، وأورى به زندي٥