للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ ظَفَرٍ، أَنْبَأنَا حَفْصُ بْنُ أَحْمَدَ، أَنْبَأنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأنَا أَبُو الْحَسَنِ الصُّوفِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الشِّيرَازِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ الْخَوَّاصَ، يَقُولُ: " رَأَيْتُ شَابًّا فِي الطَّوَافِ، مُتَّزِرًا بِعَبَاءَةٍ، مُتَّشِحًا بِأُخْرَى، كَثِيرَ الطَّوَافِ وَالصَّلاةِ، فَوَقَعَتْ فِي قَلْبِي مَحَبَّتُهُ، فَفُتِحَ عَلَيَّ بِأَرْبَعِ مِائَةِ دِرْهَمٍ فَجِئْتُ بِهَا إِلَيْهِ وَهُوَ جَالِسٌ خَلْفَ الْمَقَامِ، فَوَضَعْتُهَا عَلَى طَرَفِ عَبَاءَتِهِ، وَقُلْتُ لَهُ: يَا أَخِي، اصْرِفْ هَذِهِ الْقُطَيْعَاتِ فِي بَعْضِ حَوَائِجِكَ.

فَقَامَ وَبَدَّدَهَا، وَقَالَ: يَا إِبْرَاهِيمُ، اشْتَرَيْتُ هَذِهِ الْجِلْسَةَ بِسَبْعِينَ أَلْفَ دِينَارٍ، تُرِيدُ أَنْ تَخْدَعَنِي عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِهَذَا الْوَسَخِ؟ قَالَ إِبْرَاهِيمُ: فَمَا رَأَيْتُ أَذَلَّ مِنْ نَفْسِي وَأَنَا أَجْمَعُهَا مِنْ بَيْنِ الْحَصَى، وَمَا رَأَيْتُ أَعَزَّ مِنْهُ وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَيَّ، ثُمَّ ذَهَبَ "

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الصُّوفِيُّ، أَنْبَأنَا أَبُو سَعْدٍ الْحِيرِيُّ، أَنْبَأنَا ابْنُ بَاكَوَيْهِ، أَخْبَرَنِي أَبُو زُرْعَةَ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ الْعَائِذِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا طَالِبٍ الرَّازِيَّ، يَقُولُ: " حَضَرْتُ مَعَ أَصْحَابِنَا فِي مَوْضِعٍ فَقَدَّمُوا اللَّبَنَ، وَقَالُوا لِي: كُلْ.

فَقُلْتُ: لا آكُلُ، فَإِنَّهُ يَشْرِنِي، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ أَرْبَعِينَ سَنَةً صَلَّيْتُ يَوْمًا خَلْفَ الْمَقَامِ، وَدَعَوْتُ اللَّهَ تَعَالَى وَقُلْتُ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي مَا أَشْرَكْتُ بِكَ قَطُّ طَرْفَةَ عَيْنٍ، فَسَمِعْتُ هَاتِفًا يَهْتِفُ بِي، وَيَقُولُ: وَلا يَوْمَ اللَّبَنِ "

<<  <   >  >>