للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَبِالإِسْنَادِ، أَنْبَأنَا الْجِيلِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا سَيَّارٌ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دَينَارٍ، يَقُولُ: مَرَرْتُ بِطَرِيقِ الشَّامِ فَإِذَا قَبْرٌ عَلَيْهِ مَكْتُوبٌ:

يَا أَيُّهَا الرَّكْبُ سِيرُوا إِنَّ قَصْرَكُمْ ... أَنْ تُصْبِحُوا ذَاتَ يَوْمٍ لا تَسِيرُونَا

حُثُّوا الْمَطَايَا وَارْخُوا مِنْ أَزِمَّتِهَا ... قَبْلَ الْمَمَاتِ وَنُصُّوا مَا يَنُصُّونَا

قَالَ وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْعَتَاهِيَةِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَصَبْتُ جُمْجُمَةً فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَلَيْهَا مَكْتُوبٌ:

أُذُنُ حَيٍّ تَسْمَعِي ... ثُمَّ عِي وَعِي

أَنَا رَهْنٌ بِمَصْرَعِي ... فَاحْذَرِي مِثْلَ مَصْرَعِي

قَالَ: فَأَتَيْتُ أَبِي، فَأَخْبَرْتُهُ، فَاسْتَحْسَنَهُ.

وَزَادَ فِيهِ بَعْضُ أَصْحَابِنَا:

لَيْسَ شَيْءٌ سِوَى النَّعِي ... فَخُذِي مِنْهُ أَوْ دَعِي

قَالَ إِسْحَاقُ وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي صَدِيقٌ لِي أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى قَبْرٍ:

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّي قَدْ ... صِرْتُ فِي الْقَبْرِ وَحْدِي

فَلَسْتُ أَعْرِفُ شَيْئًا ... مِنْ أَمْرِ مُلْكِي بَعْدِي

مُسْتَوْحِشٌ ذُو ذُنُوبٍ ... خَطِئْتُ فِيهَا بِجَهْدِي

فَاغْفِرْ إِلَهِي جُرْمِي ... فَكَمْ بِذَلِكَ عِنْدِي

أَنْتَ الْجَوَّادُ بِفَضْلٍ ... فَأَحْسِنِ الْيَوْمَ رِفْدِي

وَقَالَ إِسْحَاقُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُسَامَةَ، يَقُولُ: وَجَدْتُ عَلَى قَبْرٍ مَكْتُوبٌ:

قَبْرُ عَزِيزٍ عَلَيْنَا ... لَوْ أَنَّهُ كَانَ يُفْدَى

أَسْكَنْتُ قُرَّةَ عَيْنِي ... وَمُنْيَةَ النَّفْسِ لَحْدَا

مَا جَارَ خَلْقٌ عَلَيْنَا ... وَلا الْقَضَاءُ تَعَدَّى

وَالصَّبْرُ أَحْسَنُ شَيْءٍ ... بِهِ الْفَتَى يَتَرَدَّى

<<  <   >  >>