للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قَالَ وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا الْخَثْعَمِيُّ، قَالَ: أَوْصَى رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ أَنْطَاكِيَةَ أَنْ يُكْتَبَ عَلَى قَبْرِهِ:

أَعَدَّ لِلَّهِ يَوْمَ يَلْقَاهُ ... إِسْحَاقُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا هُو

يَقُولُهَا مُخْلِصًا عَسَاهُ ... يَرْحَمُهُ فِي الْقِيَامَةِ اللَّهُ

قَالَ وَحَدَّثَنِي الْفُضَيْلُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَجَلِيُّ، قَالَ: وُجِدَ عَلَى قَبْرِ عَادٍ، مَكْتُوبٌ هَذِهِ الأَبْيَاتَ:

اصْبِرْ لِدَهْرٍ نَالَ مِنْكَ ... فَهَكَذَا مَضَتِ الدُّهُورُ

فَرَحٌ وَحُزْنٌ مَرَّةً لا ... الْحُزْنُ دَامَ وَلا السُّرُورُ

قال وَحَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ السُّكَرِيِّ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهُ وُجِدَ عَلَى قَبْرٍ مَكْتُوبٌ:

وَغَافِلٍ أُوذِنَ بِالصَّوْتِ ... لَمْ يَأْخُذِ الْعُدَّةَ لِلْفَوْتِ

إِنْ لَمْ تَزُلْ نِعْمَتُهُ قَبْلَهُ ... زَالَ عَنِ النِّعْمَةِ بِالْمَوْتِ

قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبِو عَلِيٍّ النَّجَّارُ: أَنَّهُ نَقَشَ عَلَى لَوْحٍ لِقَبْرٍ:

يَا أَيُّهَا الْمَيِّتُ الْمُغَيَّبُ فَي الثَّرَى ... زُرْتَ الْقُبُورَ فَمَا تَحِسُّ وَلا تَرَى

لَمَّا نُقِلْتَ إِلَى الْمَقَابِرِ مَيِّتَا ... لَمْ يَبْقَ دَمْعٌ جَامِدٌ إِلا جَرَى

جَاوَرْتَ قَوْمًا لا تَوَاصُلَ بَيْنَهُمْ ... وَيَفُوتُ ضَيْفَهُمُ الْكَرَامَةُ وَالْقِرَى

قَالَ: وَأَخْرَجَ إِلَيَّ أَبُو عَلِيٍّ لَوْحًا وَقَدْ نَقَشَهُ لِرَجُلٍ، فَجَعَلَهُ عَلَى قَبْرٍ لِبَعْضِ أَهْلِهِ:

وَكَيْفَ بَقَائِي بَعْدَ إِلْفِي وَصَاحِبِي ... وَنَفْسِي قَدْ ذَابَتْ وَمَاتَ سُرُورُهَا

وَإِنِّي لآتٍ قَبْرَهُ فَمُسَلِّمٌ ... وَإِنْ لَمْ تَعْلَمْ حُفْرَةَ مَنْ يَزُورُهَا

<<  <   >  >>