يَا جَعْفَرُ! أَنْتَ كَمَا سُمِّيتَ: جَاعَ فَرَّ "
أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْحَسَنِ الضَّرَّابُ، أَنْبَأَنَا أَبِي، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانَ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، قَالَ: " حَجَّ الْحَجَّاجُ فَنَزَلَ بَعْضَ الْمِيَاهِ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، وَدَعَا بِالْغَدَاءِ، وَقَالَ لِحَاجِبِهِ: انْظُرْ مَنْ يَتَغَدَّى مَعِي، وَاسْأَلْهُ عَنْ بَعْضِ الْأَمْرِ، فَنَظَرَ نَحْوَ الْجَبَلِ، فَإِذَا هُوَ بِأَعْرَابِيٍّ بَيْنَ شَمْلَتَيْنِ مِنْ شَعْرٍ نَائِمٍ، فَضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ، وَقَالَ: ائْتِ الْأَمِيرَ، فَأَتَاهُ.
فَقَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ: اغْسِلْ يَدَكَ وَتَغَدَّ مَعِي.
فَقَالَ: إِنَّهُ دَعَانِي مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ.
قَالَ: وَمَنْ هُوَ؟ قَالَ: اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ دَعَانِي إِلَى الصَّوْمِ فَصُمْتُ.
قَالَ: فِي هَذَا الْحَرِّ الشَّدِيدِ، قَالَ: نَعَمْ، صُمْتُ لِيَوْمٍ هُوَ أَشَدُّ حَرًّا مِنْ هَذَا الْيَوْمِ.
قَالَ: فَأَفْطِرْ وَتَصُومُ غَدًّا.
قَالَ: إِنْ ضَمِنْتَ لِيَ الْبَقَاءَ إِلَى غَدٍّ، قَالَ: لَيْسَ ذَلِكَ لِي.
قَالَ: فَكَيْفَ تَسْأَلُنِي عَاجِلا بِآجِلٍ لا تَقْدِرُ عَلَيْهِ؟ قَالَ: إِنَّهُ طَعَامٌ طَيِّبٌ.
قَالَ: لَمْ تُطَيِّبْهُ أَنْتَ وَلا الطَّبَّاخُ، وَلَكِنْ طَيَّبَتْهُ الْعَافِيَةُ "
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ ظَفَرٍ، أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصُّوفِيُّ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ الدَّيْنَوَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الشِّيرَازِيُّ، قَالَ " تُهْتُ فِي بَادِيَةِ الْعِرَاقِ أَيَّامًا كَثِيرَةً، لَمْ أَجِدْ شَيْئًا أَرْتَفِقُ بِهِ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ أَيَّامٍ رَأَيْتُ فِي الْفَلاةِ خِبَاءً مَضْرُوبًا، فَقَصَدْتُهُ، فَإِذَا بَيْتٌ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute