قال الإمام ابن الحاج: فعل المقاصير والدرابزين من البدع المحدثة وقد ترتب بسبب ذلك جملة مفاسد:
أولها أن الموضوع وقف للصلاة وما فعل فيه لغيرها فهو غصب لمواضع صلاة المسلمين.
الثاني: أن فيه تقطيع الصفوف وذلك خلاف السنة، ثم قال.
السابع: ما في ذلك من مخالفة السنة.
الثامن: أن ذلك من باب زخرفة المساجد.
التاسع: إدخال الضرر على نحو أعمى بسببها. ا. هـ.
أقول بقي من المقاصير القديمة العهد مقصورة المسجد الأقصى جانب منبره وكان في الجامع الأموي بدمشق مقصورة كبرى حول منبره ومحرابه إلى ركني القبة أزيلت في حدود سنة "١٢٨٠" بأمر والي دمشق وقتئذ وكان إحداث هذه المقصورة بأمر معاوية ثم زاد فيها سنة "٤٣" لما وثب عليه البرك١ لقتله وفي سنة "٤٣" أيضًا أحدث مروان في المسجد النبوي مقصورة وهو والٍ عليها.
ومثل ما ذكره يقال في السدد السفلى التي أنشئت في حوائط المساجد الشمالية والتخوت المؤبدة ففيها من المحذورات ما تقدم ويزاد عليها ارتفاع المأموم على الإمام وإعدادها لمن يريد الانفراد عن الصفوف والأنفة عن غمار بركة المصلين ومحبة الترفع إذ غالب الأعيان متى دخلوا المسجد لأمر ما لا يقصدون من المسجد سواها مثوى ومتكأ
١ بموحدة ثم راء مهملة ثم كاف على وزن صرد قال الزبيدي في شرح القاموس والبرك بن عبد الله كصرد هو الذي ضرب معاوية ففلق إليته ليلة مقتل علي رضي الله تعالى عنه. هكذا ضبطه الحافظ. ا. هـ.