٣- الأذان داخل المسجد في المغرب والعشاء مع الأذان في المنائر:
رأى بعض أئمة المساجد أن أذان الجمع في منائر المساجد الكبيرة لا تؤدي به السنة لأنه بدعة فكان يأمر بالأذان قبل الإقامة في المغرب والعشاء، وليت شعري لم لا يفعله في الظهر والعصر. والذي أرى أن الأذان إنما القصد به الإعلام فإذا احتيج إلى مؤذنين في محلة كبيرة فلا مانع منه والأذان صحيح أديت به سنة الإعلام. قال في الإقناع فإن لم يحصل الإعلام بأذان واحد زيد بقدر الحاجة كل واحد بجانب أو يؤذنوا دفعة واحدة بمكان واحد. ا. هـ. نعم بناء بعضهم على صوت من سمعه وترك ما فاته وتأذين بعضهم من نصف الكلمة وتقطيع لفظ الجلالة جهل بالأداء من فاعله وهذا ملحظ من كرهه كابن الحاج فحق المؤذن أن يتعلم السنة أو ينبهه من سمعه وحينئذ فلا حاجة إلى هذا المؤذن قبل المغرب والعشاء بل الأولى أن ينتظر الفراغ من الأذان على المنارة ثم يقام للصلاة. وقد نقل الإمام ابن الحاج في المدخل كراهة الأذان في جوف المسجد من وجوه "أحدها" أنه لم يكن من فعل من مضى ممن يقتدى بهم. "ثانيا": أن الأذان إنما هو لنداء الناس ليأتوا للمسجد ومن كان فيه لا يصح نداؤه لأنه تحصيل حاصل ومن كان في بيته لا يسمعه. "وثالثها" قد يكون في الأذان تشويش على متنفل أو ذاكر قال: ثم إن هذه البدعة جرت إلى بدع أخر. ألا ترى أنهم لما أحدثوا الأذان في المسجد اقتدى العوام بهم فصار كل من خطر له أن يؤذن قام وأذن في موضعه.