يتفق أن بعض المساجد يستدعي الحال تعميرها وإصلاح بنائها أو تجصيصها فيمتلئ صحنه بالأدوات والأتربة وينتشر الغبار في جوانبه وأرجائه كلها بحيث لا يمكن دخول صحنه إلا بالنعل صونا للرجل عن أذى وللجوار عن اتساخ لا حطًّا من كرامة المسجد فإن المؤمن لا يخطر له ذلك على بال فترى
حالتئذ بعض المتنطعين أو المتغالين يدخل المسجد حافيًا أو يهيئ نعلًا لم تلبس لينتعلها إذا دخله، وهذا التنطع والغلو لم تأمر به الشريعة السمحة ولا حرجت فيه، بل صح في السنة خلافه إذ كان الصحابة يدخلون بنعالهم إلى المسجد النبوي ويصلون بها وإن تنجست يعلمون أن طهارتها بدلكها على الأرض كما بسط ذلك ابن القيم في "إغاثة اللهفان". نعم لا ننكر لزوم صون المساجد عن النعال الآن إذا فرشت بنفيس الزرابي "السجادات" مما يدعو إلى كرامتها من القمامات والأوساخ ولذا كان موضوع بحثنا في وقت خاص وهو وقت عمارتها في صحنها.