يوجد في بعض المساجد إخلال بآدابهما. ولا تخفى أهميتها في الصلوات وكونهما على قول كثير من الأئمة من فروض الكفايات. لذلك ينبغي تعرف آدابهما ودرسهما ليكون من يريد أن يندرج في سلك المؤذنين والمقيمين على بصيرة في التفقه بهما. وهاك ما جاء في "الإقناع" وشرحه "والدر" وغيرها:
فأما الآداب في الأذان:
١- يسن أن يكون المؤذن صيِّتًا أي رفيع الصوت لأنه أبلغ في الإعلام.
٢- حسن الصوت لأنه أرق لسامعه.
٣- أمينًا أي عدلًا لأنه مؤتمن يرجع إليه في الصلاة.
٤- عالمًا بالوقت ليتحراه فيؤذن في أوله.
٥- مرتلًا لألفاظ الأذان يقف على كل جملة منها بالسكون إذ لم ينقل عن السلف والخلف أنه نطق به إلا موقوفًا عدا عن التكبيرتين الأوليين كما قال ابن رشد.
٦- قائمًا على علو لأنه أبلغ في الإعلام١.
٧- متطهرًا من الحدثين الأصغر والأكبر.
١ قلت: بل لأنه السنة كما في حديث الأنصاري الذي رأى في المنام من علمه كلمات الأذان، وكيفيته، ومنها القيام على مكان مرتفع، فهو من تمام الأذان فاستغناء المؤذنين اليوم عنه بمكبرات الصوت خلاف السنة فينبغي عليهم أن يؤذنوا في مكان عال تبدو منه أشخاصهم، اتباعًا للسنة، فإذا ضم إليه مكبر الصوت فلا مانع. "ناصر الدين".