أغلب المساجد الكبيرة في دمشق لها موقتون وظيفتهم على حسب شروط الواقف أن يراقبوا الوقت مراقبة يقتضيها الحساب الفني وذلك بمراجعة المزاول على الحيطان أو البسيط وضبطه ساعته على ظل قائمة ثم الحضور قبل الوقت إلى المسجد ثم إشارته إلى المؤذنين وهم في المنارة بالأذان إذا دخل الوقت. هذه حقيقة وظيفتهم، وقد وجد ذلك قديمًا في الجامع الأموي إذ كان من موقتيه رجال لهم إلمام بفن الفلك فكانوا يراعون ذلك أما الآن فبقي ذلك رسمًا وتقليدًا لمن مضى فلا ترى في الموقتين من يحسن رسالة الربع ولا يدريها أو لا يسمع بها، وإنما يتقاضى معاشه من نظار المسجد زورًا وظلمًا إذ كل من لم يقم بوظيفته على شرطها فأكله للمال سحت باتفاق فقهاء المذاهب بل والأديان السماوية قاطبة لأنه تعالى حرم أكل أموال الناس بالباطل على لسان كل نبي. ومثله يقال فيمن عليه وظيفة تدريس يأخذ معاشها وليس هو أهلًا لذلك، وإنما تولى التدريس لوجاهة أو بوسيلة أو بإرث مجرد فإن معاشه حرام، فليحذر من كان كذلك إلا بأداء وظيفته على شرطها والسعي فيما يخلصه من غضب الله ونقمته.