يوجد في بعض الجوامع حجر في برانية نائية عن حرمه وكذا في المدارس التي أحدثت فيها إقامة الجمعة بعد عصر الواقف حجر في صحنها فيختبئ بها بعض من أهل العلم ويقتدي فيها بالإمام لأن صوت المبلغ وصيحته تبلغه، وفي هذا من مخالفة الهدي النبوي وسيرة الصحابة والأئمة ما لا يخفى. وهب أن القدوة صحيحة ولكن أكان هكذا عمل العاملين؟ وهل بهذا أمرت السنة النبوية، فأين لحوق الصف الأول، وأين التراص في الصفوف، وأين القرب من الخطيب وأين تكثير سواد المسلمين المطلوب، وأين حضور دعوتهم، وأين سيرة السلف. وأين وأين.. فإنا لله وإنا إليه راجعون. ويرحم الله بعض الصوفية فلقد كان يقول لي: كثير من الفقهاء لم يتفقه إلا للاحتيال والتشبث بأهداب الرخص واللابأسيات لا لمحاكاة الهدي النبوي وإصلاح القلب، وهذا مصداق ما نعاه الغزالي عليهم في "الإحياء". وأدهى من ذلك وأمر ما يفعله بعض المجاورين في مثل "الأزهر" من نومه قبل الزوال واستغراقه بعده إلى العصر سعيًا في إسقاط الجمعة وحضورها بهذا المكر السيئ. فوارزية السنة والدين بهؤلاء المتعالمين وحسبنا الله ونعم الوكيل.