للنساء عوائد استحكم جريهن عليها وصار عملهن بها عقيدة لا تتبدل وقد سرت منهن لبعض الرجال أو من هؤلاء لهن، وقد عد الإمام ابن الحاج في المدخل جملة من عوائدهن الرديئة فلينظر في الجزء الأول. ونحن نذكر ما رأيناه منهن في دمشق في بعض المساجد؛ لأن موضوع كتابنا في منكراتها. فمن ذلك قصدهن "الجامع الأموي" غلس السبت إلى الضحى لزيارة المقام اليحيوي فترى ثمة من ازدحامهن وتطوفهن وتناجيهن ما لا يوصف ومن خرافاتهن أن الدأب على هذا العمل أربعين سبتا لما نوي له.
ومن ذلك صرفهن يوم الجمعة لمزارات في الصالحية ويشاركهن في ذلك الرجال على طبقاتهم والجامع السليمي في الصالحية يغدو يوم الجمعة لذلك. موسمًا وعيدًا، ولا تفتر حركة الزيارة عنه من صبح ذلك اليوم إلى الليل وربما قضاها يوم السبت من فاتته قبل خوفا من أن يرمى بالتقصير في رواتبه، ويجتمع للزيارة ثمة الرجال والنساء، ولما عظم الخطب باختلاطهن على صغر المزار ولم يكن لأولئك الرجال بد من ولوجه المرتب اضطر أخيرًا إلى وضع ترابزين يحول بين الفريقين إلا أنه تبصر النساء وحركاتهن ووسوسة أسورتهن وكثير منهن يحسرن عن وجوههن أو بعضها، دع عنك عنك روائح طيبهن، وظهور