أطراف سواعدهن وفي مقابلتهن من الرجال عدد غير قليل ما بين تال وذاكر وداع ومبتهل ومن في قلبه مرض هذا فضلًا عن التمسح بالمزار وتقبيل عتبته وستائره.
وقد ذكر صاحب المدخل في الجزء الأول أن نحو ما ذكرنا كان السبب في عبادة الأصنام فوا أسفاه على السكوت على هذه المنكرات المجمع عليها التي أنست القلوب بها حتى جر الأمر إلى اعتيادها ونسبة أكثر العوام إياها إلى المشروع بسبب حضور من يقتدى بهم. ولا يخفى أن تكثير سواد أهل البدع منهي عنه وترك المنهي عنه واجب وفعل الواجب متعين.
وقال أيضًا: قد علم من أحوال النسوة في هذا الوقت أن المرأة لا تخرج من بيتها في الغالب حتى تلبس أحسن ثيابها وتتطيب وتتزين ثم تفرغ عليها من الحلي ما تجد السبيل إليه ولا يخلو أمرهن في الغالب من أن يكون بعض الرجال يستمعون وبعضهم ينظرون فتكثر الفتن وتفسد القلوب وتشوش، فمن كان من أهل الدين وطرأ عليه سماع شيء مما ذكر أو رؤيته التشويش من ذلك إذ إنه لو سلم باطنه من الفتنة المعهودة لوقع له من جهة ما يرى أو يسمع من مخالفة السنة، فإن كان التشويش الواقع في باطنه من جهة ما يجده البشر غالبًا فقد يؤول ذلك إلى أنه يتذكر شيئًا من ذلك في حال تعبده وهو أشد من الأول فيخاف أن يصيب من فتنة العقوبة إما عاجلًا وإما آجلًا لأجل فساد حاله مع ربه. وخروج المرأة لا يكون إلا لضرورة شرعية وخروجها لمثل هذه الزيارات ليس لضرورة شرعية بل للبدع والمناكير والمحرمات. ا. هـ.