تتقاضى العامة في بعض المساجد أئمتها في قراءة دعاء ليلتي أول العام وآخره وهو دعاء مخترع لم يؤثر عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه ولا عن التابعين ولم يرو في مسند من المسانيد ولا في كتب الموضوعات وهو من مخترعات بعض المتمشيخين المتمفقرين. والأغرب أن بعض الخطباء دسه في ديوان خطبه فاضحى من يقرأ ذلك الديوان من المتطفلين على هذه المنزلة السامية يتبع ما سطر فيه من الحض على قراءته كأنه مروي في الصحيحين أو أحدهما.
ومن أعظم الفرى فيه على الله ورسوله قول مخترعه عليه ما يستحق أن من قرأه يقول الشيطان قد تعبنا معه طول السنة فافسد عملنا في ساعة. فيالله ما أدهى هذا الخطب في الخطب، وما أمر هذا التغرير والتجرئة على المعاصي وما الأعجب إلا تلقي بعض المتعالمين له بالقبول وإقرارهم عليه لأنه دعاء وهو خير، وقد غفل عما قاله العز بن عبد السلام فيما نقله الإمام أبو شامة أن استعمال الخير ينبغي أن يكون مشروعًا من النبي صلى الله عليه وسلم فإذا علمنا أنه كذب خرج من المشروعية. انظر تتمة البحث في كتاب "الباعث" له رحمه الله.