من المعروف احتفال الحكومة بمحمل الحج ذهابًا من الشام وإيابًا من الحجاز في موكب تدعى له الأمراء وأرباب الرتب وتتقاطر للتفرج على هذا الموكب عدا عن أهل الشام من لا يحصى من أهالي القرى بل والبلدان النائية عنها كحما وبيروت سيما في هذه الأيام التي قربت فيها المسافة بين الشام وغيرها بواسطة الوابور، ثم إن الطريق لمسير هذا الموكب هو من سراي العسكرية إلى قرية القدم قرب قبة العالي فتصطف الناس على جنبات هذا الطريق في دكاكينه وطرقاته وسطوحه وقهاويه وبيوته التي على الطريق في غرفها العليا والسفلى، وممن يناله حظ من ازدحام الناس فيه لانتظار ممر الموكب المساجد التي على هذا الطريق الطويل العريض وناهيك ما فيه من مساجد وجوامع وخانقاهات فترى النساء والأولاد والرجال يأتون تلك المعابد وينتشرون على أبوابها وفي صحنها وعلى شبابيكها وربما أتوا من بعد صلاة الفجر الأولى احتكارًا للجلوس في موضع من شباكه يطل على الموكب والمارة، ولا تسل عن ارتفاع الأصوات وكثرة الضجيج من الأطفال والبنات وطرح فضلات الطعام أو الفاكهة أو قشر ما يؤكل في جوانبه واختلاط الرجال بالنساء على الأبواب والشبابيك سيما إذا هجم المحمل فهناك الازدحام الأكبر وكثير من قوام المسجد كأئمته وخطبائه أو خدمته يأتون بأهاليهم إليه نساء وأطفالًا نذكر هذا الحال لمحذوره في المساجد التي هي موضوع كتابنا والمحذور فيه ما ذكرناه. ورأيي في ذلك أن تغلق أبواب المسجد الذي على طريق الموكب من بعد الشمس إلى انفضاض هذا الجمع وبه تندفع هذه المحذورات وما عداها مما يكون أكبر منها. والمطالب بذلك ناظر المسجد والمسيطر عليه لأن كل ما يعود إلى المساجد بالضرر والأذى فإثمه محمول على ذي النفوذ الحقيقي فيه.
وقد بلغني أن جامع المصليّ في طريق الميدان يغلق أيام الفُرج فشكرت