وقد ضرب الغزالي عليه الرحمة مثلا للذي يقيم صورة الصلاة الظاهرة دون باطنها بمن يهدي لملك عظيم وصيفة ميتة لا روح فيها وللذي يقصر في شيء من ظاهرها بمن يهدي لذلك الملك وصيفة مقطوعة الأطراف مفقورة العينين فهو والذي قبله متعرضان من الملك بهديتهما للعقاب والنكال لاستهانتهما بالحرمة واستخفافهم بحق الملك.
ثم قال: فأنت تهدي صلاتك إلى ربك، فإياك أن تهديها بهذه الصفة فتستوجب العقوبة.
١ قلت: ومن أعظم الأسباب الداعية إلى تخفيف القراءة في صلاة التروايح والإخلال بأركانها إنما هو التزامهم أداءها بعشرين ركعة، زعمًا منهم أن عمر رضي الله عنه أمر بالعشرين، وهو خطأ عليه، فإن الثابت عنه بالسند الصحيح الذي لا شذوذ فيه أنه أمر بصلاتها إحدى عشرة ركعة فيها الوتر، وذلك هو الثابت أيضًا عن النبي صلى الله عليه وسلم في "الصحيحين وغيرهما فلو أنهم التزموا السنة في عددها لاستقامت صلاتهم بإذن الله وراجع لهذا البحث رسالتي "صلاة التراويح" وهي مطبوعة.