(وَفِي حبه وَحب صفوته الرضى ... مَلَائِكَة وأنبياء وأرسال)
(وَحب النَّبِي الْهَاشِمِي مُحَمَّد ... وَأَصْحَابه الغر الأفاضل والآل)
(وَحب رجال خالفوا النَّفس والهوى ... وخافوا مقَام الْوَاحِد الصَّمد العال)
(رجال كرام فِي النفيس تنافسوا ... شروا عَارض اللَّذَّات بالغابر الغال)
(وَلَيْسَ لَهُم فِي غير حب إلههم ... غرام وَلَا فِي كسب جاه وَلَا مَال)
(رجال كرام قوتهم ذكر رَبهم ... قيَاما قعُودا فِي صُدُور وإقبال)
(وشيمتهم ترك المطامع فِي الورى ... فَلَيْسَ لمخلوق عَلَيْهِم من أفضال)
(على الصَّبْر والإيثار راضوا نُفُوسهم ... فكلهم ندب وحامل أثقال)
(صُدُورهمْ من كل ضغن سليمَة ... كرام السجايا أهل سمح وإجمال)
(هم الْقَوْم لَا يشقى جليسهم بهم ... يحِق لمن والاهم جر أذيال)
(ومذهبهم قتل النُّفُوس ومحوها ... فَمن مَاتَ قبل الْمَوْت لَيْسَ بمختال)
(وكل جبان قل أَن يبلغ المنى ... وَمَا عَامل فِي فوزه مثل بطال)
(وكل بخيل فَهُوَ عَنْهُم بمعزل ... فَمَا يعبأ الرب الْكَرِيم ببخال)
(وغنم مُرِيد فِي انقياد لكامل ... لَهُ خبْرَة بِالْوَقْتِ وَالْعلم وَالْحَال)
(هُوَ السِّرّ والإكسير والكيميا لمن ... أَرَادَ وصُولا أَو بغى نيل آمال)