أبي عبد الله بن الْعَبَّاس رتاك الحلبة وَأخذ الْعرُوض عَن الْأُسْتَاذ الأديب أبي إِسْحَق البرشاني وكف بَصَره نَفعه الله تعلى فَصَارَ غَيره يَنُوب عَنهُ فِي كتب منظوماته وَمن جملَة ذَلِك الْإِجَازَة بمحوله فَهِيَ بِخَط وَلَده صاحبنا الْفَاضِل أبي عبد الله مُحَمَّد
وَله مُشَاركَة فِي علم الْأَدَب مباركة واشتغاله بتعليم الصغار لكتاب الله عز وَجل ونظم لَهُم بِقصد أَن يتحفظوه فِي الْمكتب عقيدة صَغِيرَة سَمَّاهَا وَاسِطَة السلوك فِي بَيَان كَيْفيَّة السلوك سَمعتهَا عَلَيْهِ بِقِرَاءَة السَّيِّد الْفَقِيه الإِمَام الْخَطِيب أبي الْعَبَّاس ابْن شَيخنَا سَيِّدي مُحَمَّد بن مَرْزُوق رَضِي الله تعلى عَنْهُم ونظم الجرومية بذلك الْقَصْد أَيْضا فِي رجز سَمَّاهُ مِفْتَاح بَاب النَّحْو وَكِلَاهُمَا نبيل فِي فنه وَله منظومات جمع من جدياتها سفيرا صَغِيرا يقرب من ابْن الْحَاجِب أَو يماثله وَبَعض سفر آخر قَرَأت عَلَيْهِ أَكْثَرهَا وَسمعت بَاقِيهَا بِقِرَاءَة سَيِّدي أبي الْعَبَّاس الْمَذْكُور وَكَانَ رَضِي الله تعلى عَنهُ طلبنا لذَلِك قَاصِدا تصحيحها لمرضه أعظم الله تعلى أجره وَفِي تقاييدي مِنْهَا جملَة
وَمن جملَة المسموع تخميس القصيدة الْمُسَمَّاة بالبردة لم ينسج على منواله وَلَا سبقه أحد إِلَى مِثَاله طَرِيقَته فِيهِ أَنه يدرج المصاريع الثَّلَاثَة